الثامن من شهر آذار هو اليوم العالمي للمرأة؛ والذي يتوّج تسعة عقود من نضال النساء في العالم، من أجل نيل الحقوق الإنسانية من العدالة إلى المساواة والسلام.
وتغتنم بعض المؤسسات هذه المناسبة لتكرّم رموزاً نسائية عملت من أجل تقدّم المرأة وتحسين أوضاعها.
وفي لبنان اختار النادي الثقافي العربي السيدة أنيسة النجّار، مؤسّسة جمعية «إنعاش القرية»، لتكريمها في هذا النهار. وهي إحدى رائدات العمل الإنساني والنسائي، خصوصاً نشاطها في الأرياف، ومذْ وعتْ أهميّة النهوض بالريف في حياة مواطنيها؛ وأعطت المرأة الريفية جلّ اهتمامها، فأسّست مع بعض الزميلات أولَ جمعية تُعنى بالمرأة الريفية. وكان همُّها بثَّ الوعي الثقافي، والإرشاد العلمي، وتدريب النساء على تطوير مهاراتهن، إن في الزراعة أم الصناعة، بهدف الإنماء ورفع مستوى العائلة اقتصادياً وثقافياً.
منذ العام 1953، وهو تاريخ إنشاء الجمعية، والسيدة أنيسة تواصل نضالها مع زميلات واكبن نشاطها. كما أنها لا تزال تحثّ رفيقاتها من الأجيال الفتيّة، على مواصلة النضال، وحمل شعلة العمل والتطوّر.
أما السيّدة الثانية المختارة للتكريم فهي مي عريضة. وقد اختارتْها الجمعية المسيحية للشابات كرمز من رموز النهضة النسائية والحضارية.
وكانت خدمتها في مجال مختلف عن السيدة أنيسة؛ إذ نهضت في مطلع خمسينات القرن الماضي، ومعها بعض الرفاق، لتأسيس مهرجانات بعلبك الدولية، والتي ذاع صيتُها في الشرق وفي الغرب. كما قُدِّمت على مدرّجات القلعة التاريخية، ومسرحها أهمّ العروض التمثيلية والموسيقية، ومن فرقٍ عالمية، كانت تتطلّع بشوق، إلى الحضور في مناسبة المهرجانات.
انتخبت السيدة عريضة نائبة رئيسة للمهرجانات؛ ثم رئيسة لفترة امتدّت حتى العام 2011. وقد نالت خلال فترة نشاطها، كلّ التقدير، من الشرق ومن الغرب، ومُنحت أوسمة الشرف من شتّى الهيئات والمنظّمات العالمية.
كان تأسيس مهرجانات بعلبك حافزاً لنهضة فنيّة مرموقة. كما تشكّلتْ فِرقٌ محلية للرقص والغناء. ولا تزال مواسمُها علامةً مضيئة في تاريخ لبنان الحديث.