موسيقى الحياة!!

رتابة الحياة أحيانًا تشعرنا بالملل.. مع أننا نحتاج إلى هذه الرتابة.. ونستمتع بها لدرجة لا توصف..

 

 عندما نكون قادمين من مدن الصخب أو مملوئين بصخبنا الداخلي الذي يشبه صخب المدن الكبيرة..

 

والذي لا تخمده سوى رتابة القرى النائية.. عندها فقط يصبح للرتابة معنى.

 

فهي موسيقى الحياة للهاربين من الصخب.

 

ولكن عندما تداهمنا الرتابة في كل شيء يصبح للصخب معنى، ويصبح موسيقى الحياة للهاربين من مدن الرتابة.

 

هذه الأيام أشعر بأننا نرزح تحت نيران احتلال الرتابة...

 

 فكل شيء في حياتنا ممل إلى درجة الرتابة، أيامنا رتيبة..

 

 صباحاتنا تشبه كل الصباحات، فصحف اليوم تشبه صحف الأمس..

 

 فلا توجد ´طبعة استثنائية تقول: إن هناك ما هو أهم، ولم ينشر بعد..

 

 وعناوين نشرات الأخبار مازالت أشبه بسلة جراح عربية توزع بالمجان على كل مواطن عربي..

 

 كل واحد يأخذ حصته من الجراح العربية حسب البطاقات التموينية..

 

 ومواجيز النشرات مازالت تقول: إن هذا الوطن العربي الكبير بخير وفقًا لمصدر عربي كبير..

 

وأن الأمن مستتب في كافة أرجاء هذا الوطن.

 

 وأن الناس لا يعانون من شيء. يعانون فقط من رتابة حياتهم. وهذا منتهى الرفاهية. فالناس ليس لديهم ما يفعلونه بعد أن توفر كل ما يحتاجون إليه؛ لذلك يشكون من الرتابة.

 

فهل وجدتم رفاهية أكثر من ذلك؟؟ بعد أن كان الناس يشكون من قلتها في ظل حياتنا الصاخبة بكل ما هو بشع.. ورتيب بكل ما هو جميل.. فأصبحت الحرب جميلة والسلام بشعًا، والحرية قيدًا والقيد حرية، لذلك يصبح الحلم بحدوث زلزال من نوع ما حلمًا جميلاً، ومشروعًا؛ ليقضي على كل ما هو بشع في حياتنا، ويعيد الأمور إلى نصابها المفقود، ويعيد لنفوسنا الصاخبة جزءًا مما تستحقه من هدوء عوضًا عن المعارك اليومية التي تعيشها وهي تستمع إلى بيانات ناطق رسمي يقول: إن الأمن مستتب، وإن الوضع مستقر... وإن الفضائيات التي تتكلم عن فوضى خلاقة تمارس السحر في تضليل عيون المشاهدين...

 

 فلا يوجد شيء من هذا القبيل بتاتًا.

 

 إنها مجرد عملية خداع بصري.

 

 

 

شعلانيات:

 

   العاقل يستفيد من أعدائه.. الغبي لا يستفيد من أصدقائه!

 

   لا تغلق الباب الذي بينك وبين الناس.. فقد تعود إلـيه!

 

   الأكاذيب القديمة أكثر شعبية من الحقائق الجديدة!

 

  اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك، كما يحبونك عندما تتسلمه!!