مظاهر

نظرت البائعة إلى المرأة الأربعينية التي اقتربت بتردد. جلبابها الطويل رديء التصميم، باهت اللون من كثرة التنظيف. غطاء رأسها من النوع الرخيص. وحقيبة اليد المتدلية تحت إبطها متآكلة من كل الزوايا.

لوت شفتيها بتبرم. لن تشتري شيئًا. لا يبدو أنها تمتلك ثمن فنجان شاي.

وقفت المرأة تتفحص قطع الحلوى المعروضة على الرفوف الزجاجية. وتنهدت البائعة بضجر.

«صباح الخير. كم ثمن هذه من فضلك؟».

«خمسة عشر درهمًا» ردت ببرود.

ألا ترى أن منظرها يطرد الزبائن؟ أحدهم توقف عند عتبة المحل، ثم غيّر رأيه وذهب.

«وهذه؟».

«عشرون» ردت البائعة، والتفتت حولها تبحث عن رئيسها. ينبغي أن يفعل شيئًا. حملق اثنان من المارة في واجهة المحل الزجاجية، وتابعا طريقهما دون أن يدخلا. ثقيلة الظل التي تقف أمامها، تبدو كمتسولة.

«اعذريني، وهذه القطعة كم ثمنها؟».

«عشرة دراهم، والقطع الصغيرة الموجودة في الأسفل ستة دراهم، وهذا أرخص ما لدينا»، أجابت بجفاء. وعيناها تجولان حولها بنفاد صبر. أين ذهب؟ هل عليها أن تقوم بكل شيء مكانه؟

«جميعها تبدو لذيذة...».

زفرت البائعة بضجر. ولم ترد عليها.

«أنا أحب الحلوى. لم أذقها منذ زمن. ولا أدري...».

«آسفة. إن أردت شيئًا فعليك دفع ثمنه...» قالت البائعة بفظاظة، وبدا شيء من الارتباك على السيدة. «طبعًا، طبعًا، لم أكن أقصد... أريد قطعة من هذه. سأتناولها هنا».

أشارت إلى الحلوى الرخيصة، وسألتها البائعة وهي تعرف مسبقًا الجواب: «هل تشربين معها شيئًا؟».

«لا، شكرًا لك».

جلست خلف منضدة قرب النافذة، وشبكت يديها حول حقيبتها البالية، وكأنها تحوي الملايين.

وضعت البائعة صحن الحلوى أمامها. لم تأتها بمنشفة ورقية، ولا بكأس ماء. عادت إلى مكانها خلف رفوف العرض الزجاجية، وابتسمت بحفاوة لزبون دخل ووقف ينظر للقطع المعروضة بصمت. مرت دقائق وخرج دون أن يشتري شيئًا. والتفتت البائعة بامتعاض إلى المرأة التي أنهت قطعتها وبقيت رغم ذلك جالسة في مكانها. لا شك أن الزبون اشتم الرائحة العفنة المنبعثة من جلبابها. ينبغي أن يأتي مسؤول البيع ليتخلص منها.

رفعت المرأة يدها فجأة، ولوّحت بحماس لشخص في الخارج، وقامت تأخذ حقيبتها وتغادر المحل.

«شكرًا جزيلاً. كانت لذيذة...» قالت، ومدت يدها للبائعة بعشرة دراهم «احتفظي بالباقي... شكرًا»، وأسرعت خارجة.

نظرت البائعة للنقود، وسمعت المرأة تسأل السيدة التي وقفت تنتظرها في الخارج: «هل من أخبار؟ هل وافق مدير المعمل على منحنا السلف الذي طلبناه؟ ظروفي صعبة للغاية، ولا أدري كيف سأتصرف إن لم أحصل على مساعدة عاجلة!».