لأن الزهور إذا ما خطوتِ تشب من الأرض مستبشرة
لأن الربيع إذا ما ابتسمتِ يعود بشمسه للذاكرة
لأن الهوى حين يأتي الهوى
يجيء قضاءً.. كحكم السما
إذا قررتْ أنا ماطرة
أحبك؛ لأني لا أجد شيئًا آخر أفعله أجمل من الحب.. أحبك لأن كل شيء من حولي، ما عدا أنت، قبيح، دموي، شرس، غبي كفكرة واحدة لا تقبل النقاش؛ لأن المؤامرات تحاك، والذنوب الرهيبة ترتكب، أحبك لأن عينيك سلام، ووجودك أمان؛ لأن صمتك موسيقى، وكلامك ماء دافئ ينفجر من صخرة الوجود، أحبك يا حبيبتي؛ لأن اختيار الحب اختيار حياة.
العاشقون لهم أسلوب في الحياة، كالمتصوفين والموسيقيين والرياضيين.. أنت أسلوبي، أكون جميلاً، وأسلوبي جميل حين أحبك؛ لأني حين أحبك أنتمي إليك، وحين أنتمي إليك أكونك.. أكونك ولو بعد حين.
أكونك ولو بعد حين، حينما يسري جمالك مع حبي في الشرايين والأوردة، في شعب الرئتين، بين القفص الصدري والعمود الفقري.
أيتها الحمامة التي عششت ثم غنت، ثم غنت ثم أبدعت.. أنا أنتِ؛ لأني أريد أن تكونيني.
أنتِ شفاء روحي، يا من لا أنطق باسمها؛ لأني لو نطقت باسمها لضاعت مني، كما يتسرب العطر من قنينة نسيها صاحبها الغافل مفتوحة.
أنتِ شفائي من فساد العالم، من أنانية الأفراد والدول، من وحشية الأفراد والدول، من حكم الغاب ومن شريعة الذئاب، من الغباء الواثق من نفسه، من الخنازير البرية في إهاب الملائكة.
الجميع ملائكة.. الجميع قديسون.. والجميع يرون أن الجميع لصوص مرتزقة، متآمرون زنادقة.
الكذب منتشر كالهواء، وأنت الهواء النقي، وأنا صادق حين أحبك، صادق؛ لأني أحبك.
أنت وجهة نظري من الحياة.. جزيرتي في بحر من مهالك.. سجادتي على أرض لوثها أبناؤها، ولو كنت شجاعًا لجاهرت بحبك، لكنني أخاف إن بحت أن أفقدك.
إني أمشي على هدى الشعراء والمتصوفين ولاعبي الشطرنج: أصنع لنفسي كوخًا من أفكار ومشاعر، من عادات واهتمامات خاصة هي أنت.
كنا فرحنا، وقلنا ستلد أمنا مولودًا يفوقنا جمالاً وحكمة.. واجتمعنا في انتظاره، لكن أمنا لم تلد.. هل كان حملها كاذبًا؟ أم نحن الكذابون؟ أم أن أحدنا خطف المولود خفية وباعه في سوق الرقيق؟
كنت قد تركت الكوخ واحتشدت مع المحتشدين.. لكنني أعود الآن نادمًا إلى محارتي، وأحاول أن أتكيف مع البرد بفراء وثير يدثرني هو.. أنتِ.
لست أحس بالعار؛ لأنك قناعتي؛ لأني سلمت بالهزيمة وأنت رايتي البيضاء.. أنا محتاج أن أتنفس.. صدري مختنق وأنتِ الهواء الوحيد.
فلا تلوموني على حبها أيها الناس، واسألوا أنفسكم: لماذا تؤمون المقاهي بهذا الازدحام، وتتقاتلون في ملاعب الكرة؟ لقد اختار كل منا طريقه.
وأنا اخترتك
ولست نادمًا على شيء
وسأحاول أن أنسى
أنسى كل ما عداك
أهواك.. هربًا من حب أكبر
هل عرفتِ لماذا أحبك؟