من المستحب جدًا أن تكون المرأة لطيفة مع الآخرين، لكن حتى يمكنها تحقيق ذلك يتعين عليها أولاً أن تكون لطيفة مع نفسها أو تعزز وتؤكد تقديرها لذاتها؛ لأنه من المعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه.
في كتابه «كن لطيفًا وإلا» يقترح مؤلفه «يون كلايبوف» على كل امرأة أن تحب نفسها من جديد، وأن تعيد اكتشافها، وأن تضع برنامجًا تحدد فيه الأمور التي تسعدها، وأن تبالغ في تدليل نفسها من حين لآخر حتى لو تطلب ذلك قيامها بتقديم هدايا لنفسها.
لا يرى الكاتب «وين كلايبوف» في قيام المرأة أحيانًا لتدليل نفسها وتقديم الهدايا لنفسها تشجيعًا على الأنانية والنرجسية، مؤكدًا أنَّ حبَّ الذات وتدليلها أول خطوة على طريق اكتشاف الشخص اللطيف داخل كل إنسان، رجلاً أو امرأة.
يجيب الكاتب عن تساؤل كثيرات من النساء اللاتي يقلن إنه لا فائدة من الاتصاف باللطف في مواجهة رئيس عمل متجهم فظ الطباع، بقوله: إن تحلي المرأة بالصبر مع استمرارها في أن تكون لطيفة في تعاملاتها داخل العمل يمكنها من نشر ثورة اللطف بين زملائها وزميلاتها، بحيث يجد رئيس العمل المتجهم نفسه محاصرًا بكل التعاملات الحسنة واللطيفة، ويضطر عندئذ إلى ضبط ساعة طباعه السيئة نوعًا ما.. وربما يأتي الوقت الذي يدرك فيه رئيس العمل أنه المسؤول الأول عن نشر جوٍّ من الود والحماس والتعاون في مكان العمل، ومن أجل نشر أجواء اللطف والود، يدعو «كلايبوف» في كتابه إلى التخلي عن الانتقائيَّة عندما يتخذ الرجل أو المرأة قرارًا بأن يكون لطيفًا حينما يرغب بذلك، أو تجاه أشخاص بعينهم دون آخرين، وفيما يتصل بمحاولات البعض التشكيك في جدوى أن يكون الشخص لطيفًا للاعتقاد السائد بأن الشخص الطيب اللطيف هو شخص مهيض الجناح يستخف به الآخرون ويستغلونه، يقول مؤلف الكتاب: إن التحلي باللطف لا يعني بأي حال التخلي عن قوة الشخصيَّة والجرأة والعمل الجاد والحسم والإرادة، ويضيف «كلايبوف» بقوله: إن الاتصاف باللطف ليس مجرد التظاهر به كفيلاً بأن يفتح للمرأة الأبواب لتحصل على ما تريد، فضلاً عن أن اللطف يترك انطباعًا فوريًا عن المرأة لدى الآخرين، ويختم المؤلف كتابه بدعوته لكل النساء والرجال: كن لطيفًا تجد العالم كله من حولك لطيفًا.
أشياء أخرى:
«الزوج قانون زوجته»