داخل قلب كل امرأة رجل لا تنساه، وداخل قلب كل رجل مكان لامرأة أخرى... (فضل كنج). لعل هذا القول مدخل مناسب للحديث عن الرجل وعلاقته بالمرأة، على اعتبار أنّ الرجل هو المادة الخام التي تعمل فيها المرأة اللمسات الأخيرة، مع القناعة بأنّ المرأة العظيمة تلهم الرجل.. أما المرأة الذكية، فتثير اهتمامه، بينما المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل إلا الشعور بالإعجاب كما يقولون. ولكن المرأة العطوفة الحنونة وحدها هي التي تفوز به في النهاية؛ فالرجل يتمنى السعادة، ولكن المرأة تصنعها كما تصنع الرجل.
الكثير يمكن أن يقال عن هذه المسألة، ويبقى الأهم إدراك المرأة لأبعاده؛ للحفاظ على علاقة صحية وخلق بيئة صالحة للعيش المشترك.
تبدأ الرتابة في العلاقة الزوجية عندما تقتنع الزوجة بأنها امتلكت زوجها، وتغرق نفسها في مشاغل الحياة اليومية متناسية أنّ من تشاركه الحياة ليس سوى طفل كبير؛ كلما زاد انشغالها عنه ساءت نفسيته وزادت عصبيته، وبدأ رحلة البحث عمّن يروي ظمأه حنانًا وعاطفة.
وكلما استحوذت على اهتمامه ولفتت انتباهه بمفاجآتها التي تنتقيها من واقع فهمها لشخصيته امتلكته، وبقيت كل النساء في حياته.
ولعل غياب أو ضعف هذا الفهم يفسر انجذاب الرجل إلى لميس التي يجد لديها العاطفة والحنان، أو إلى هيفاء التي يجد في أنوثتها وغنجها ما يشبع فضوله. وهي أمام هذا السلوك الذي لا تراه إلا مراهقة متأخرة. أعني أن الزوجة لا تجد إلا التنغيص عليه والصراخ والتذمر وسيلة لـ(فش الخلق) بدلاً من أن تكون شمعة تنير طريقه، لا أن تحرقه.
أزعم أنّ المعالجة الذكية لهذا الأمر ينبغي أن تكون بمحاولة الزوجة سلوك أسلوب التجديد والتغيير من خلال قدرتها على أن تصبح في حياته كل أولئك النساء، إلا إن كانت عينه فارغة فيكفيها شرف المحاولة.
مشكلة الرجل لدينا تمامًا كالمرأة، فقد تربى أن يكون حذرًا في التعبير عن عواطفه حد الجمود والبلادة مستسلمًا لسياط العيب الاجتماعي.
قلت لبعض أصدقائي: من منكم يقبل ابنته على خدها أو رأسها أو يأخذها بالأحضان وهي عائدة من المدرسة، أو وهو قادم من عمله، وفوجئت ببعضهم يجيب مستنكرًا: أعوذ بالله كيف أفعل ذلك وهي كبيرة؟!!!!!!!!! قلت له: بعاطفة الأبوة الحانية التي هي بأمس الحاجة إليها، وللأسف لم يستسغ قولي، واعتبره عيبًا يجب أن أتجنبه!!!!!!!
لا أبالغ إن قلت إنّ البعض يستهجن أن يقول لزوجته حبيبتي، وخاصة أمام أولاده؛ لأنه يعد ذلك مدعاة لانحرافهم.