رافقتني صديقاتي إلى مبنى التليفزيون، وقبلنني، وتمنين لي حظًا طيبًا، ودلفت إلى الداخل وقلبي يدق بفرح.
اجتمعت بباقي المشجعين، ورحبت بنا موظفتان، ووزعتنا على مسؤولي قسم التزيين. لم يكن هناك الكثير لإضافته لنا. جئنا جميعًا في أبهى حلة. انتقلنا بعد ذلك إلى مكان التصوير، وأجلستني إحدى الموظفتين في الصف الأول. «ألوان فستانك الربيعية تضفي كثيرًا من البهجة على هذه الزاوية». أثنت عليَّ وهي تبتسم، وتملكني زهو لا يوصف.
حضر المتسابقون، وأشارت لنا المسؤولة عنا لنصفق بحرارة.
فكرة البرنامج بسيطة. يعطي المقدم للمتسابقين كلمة، وعليهم أن يجدوا الأغنية التي تبدأ بالكلمة المذكورة. وقف سعداء الحظ الثلاث في الأماكن المخصصة لهم، في مواجهة المقدم، وعكست الشاشة الخلفية وجوههم، وتجمد الدم في عروقي، وكأن أحدهم صب عليَّ دلو ماء مثلج.
المرأة الواقفة في الوسط أعرفها جيدًا. أعرفها.
جاء دورها لتقدم نفسها، وابتسمت، وحيَّت المقدم والجمهور، وصفق المحيطون بي لها، وبعثت تحياتها لزوجها وطفلها.
زوجها. تقصد طليقي. زوجي الذي خطفته بخسة منذ أربع سنوات، حين كانت تشتغل سكرتيرة في مكتبه.
اللعينة.
دندنت الموسيقى، وتحمس الجمهور، وبقيت متسمرة مكاني كالروبوت، أصفق كلما صفق الآخرون وألعن في أعماقي الساعة التي اتصلت فيها بالبرنامج. يا لفضيحتي وسط الأهل والأحباب. أقف في كامل زينتي في الصف الأول؛ لأشجع السوسة اللعينة التي خربت بيتي ودمرت حياتي.
لا أدري متى انتهت الحلقة. لا فكرة لدي عمن ربح، ومن خسر. جريت جريًا خارج المبنى وقلبي يدق، كما كان يفعل، حين دخلته، لكن هذه المرة بقهر وذل وغضب.
لم أفعل شيئًا.
لم أذهب إليها لأنتف شعرها. لم أخنقها. لم أبصق عليها. لم أفضحها كما فضحتني.
وجدت صاحباتي في الخارج، تنتظرنني. رميت نفسي عليهن وبكيت حتى كدت أفقد وعيي