أطماع الزوج
زوجها مادي ويطالبها بكل راتبها.. ماذا تفعل؟
سيدتي..
أنا سيدة عربية في مقتبل العمر أعمل في قطاع الهندسة، تزوجت منذ بضعة شهور، حين تقدم زوجي لخطبتي أوحى لنا بأنه ملتزم دينيًّا، وقال لي إن من حقي الاستمرار في العمل والاحتفاظ براتبي.
بعد القران طلب مني أن أطلب قرضًا من النقابة التي أنتمي إليها، حتى يمكننا التبكير بموعد الزواج، وأنه سوف يسدد القرض حين تنتظم أموره المادية، وبالفعل قدمت الطلب لكي أُعجل بالزواج، بعد الزواج طلب مني أن أساهم بجزء صغير من راتبي في مصروف المنزل ففعلت، ثم اكتشفت أنه ترك الصلاة، وأنه شديد العصبية، ثم اكتشفت أنه يمضي ساعات طويلة في مشاهدة القنوات الفاضحة، وحين عاتبته قال إنه ليس لي الحق في التحكم أو السيطرة، ثم أصبح يطلب كل راتبي إلا مصروفًا صغيرًا للمواصلات، وطلب مني أن أبيع بعض ذهبي، وحين فاتحته في أمر الحمل والإنجاب قال إنه لا داعي للاستعجال، وبعد فترة اعترف لي بأنه يعاني من حالة تسبب بطء الحيوانات المنوية، وأصبح لا يطلبني للفراش، بحجة أنه متعب من العمل، المشكلة التي تقلقني هو تفكيره الدائم في المادة، حتى إنه اقترح أن أبيع شبكة الزواج لكي يسدد إيجار المنزل.
أشعر بأنني تسرعت في قبوله، خصوصًا بعد أن أدركت أنه لا يحترم والده، ولا يحترم أهلي! أفيديني هل أطلب الطلاق، علما بأن عمري 24 عامًا، ولم يمض على زواجي به سوى بضعة شهور.
عزيزتي..
شعرت من لهجة رسالتك بأنك في حالة جزع ونفور، فأنت لم تذكري حسنة واحدة يتحلى بها هذا الزوج، رسالتك عبارة عن سجل للأفعال والسلوكيات السيئة عنده، إذا كان ما يسيئك حقًّا هو إحساسك بأنه يطمع في راتبك وفي ذهبك، فالمواجهة معه هي أيسر السبل، من حقك أن ترفضي رفضًا قاطعًا أن تسلميه كل راتبك، تبرعي بجزء من الراتب لنفقات حياتكما معًا، ولكن الشرع يُبيح لك أن تحتفظي بمالك وذهبك، إذا احتج أو أساء معاملتك بسبب رفضك؛ قومي بواجبات الزوجية على أكمل وجه، وتحاشي الكلام معه، ولكن إذا أمعن في الإساءة إليك، عودي إلى والديك طلبًا للوساطة بينكما والتفاهم على ما تريدين.
مسألة مشاهدة الأفعال الفاضحة انتشرت بشكل وبائي عند بعض الرجال، وهي نتيجة لتوافر تلك المواد الحقيرة بكثرة على الفضائيات، وعلاج المدمن لا يتم باللوم والتقريع، وإنما بالحكمة واستدراج الرجل إلى أسلوب تواصل جنسي طبيعي مع زوجته، ولكن النجاح في مثل تلك المهمة لا يتم إلا إذا كانت الزوجة محبة وراغبة في الاستمرار مع زوجها.
لا تتعجلي الإنجاب في الوقت الحالي إلى أن تستقر حياتك، أنت في مقتبل العمر، ويمكن أن تتزوجي بغيره، ولكن يجب أن تحاولي محاولة جادة لإنقاذ زواجك قبل فوات الأوان.
الحب في الحرب
سيدتي..
أنا عراقية في الخامسة والعشرين، تركت وطني في سن السابعة عشرة بسبب الحرب، وتنقلنا من بلد إلى آخر إلى أن استقرت بنا الحياة في دولة أوروبية. قبل الحرب كنت مراهقة؛ شعرت باهتمام شاب من أبناء الجيران. ثم سافرنا، ولم أنسه قط، ولم أحب غيره، ورغم مُضي عشر سنوات لم أكف عن البحث عنه والسؤال، إلى أن عرفت أين يعمل، اتصلت به، وما إن سمع صوتي حتى عرفني على الفور، لم أستطع أن أتمالك نفسي، وكدت أسمع دقات قلبي داخل صدري، أخبرني بأنه لم يتزوج، كنت أعلم أننا افترقنا لعشر سنوات، وأن تجاربنا اختلفت، فقد مر هو بظروف قاسية أخبرني بها، وتعثرت دراسته، ومع ذلك لم ينس أحدنا الآخر، تكاشفنا بالحب، وأخبرته أن غيره لم يدخل قلبي قط. مؤخرًا حدثني، فذكر أن تجاربنا اختلفت، وأنه لم ولن يجد فتاة في مثل صدقي ووفائي، ولكن الأفضل لي وله أن نظل أصدقاء، وأني سأكون دومًا صديقة غالية، استأذنته بحجة أن لديَّ شيئًا أفعله، أغفلت الخط لكي أبكي، ولم أكلمه لمدة أسبوعين، وشعرت بأنني لا يمكن أن أنساه، خاصة أنه كاشفني بالحب بعد عشر سنوات من الفراق. أرجو أن أجد لديك نصيحة
المخلصة مينا
عزيزتي..
حين يتعرض الإنسان لتجارب تهدد إحساسه بالأمان، وتحرمه من أشيائه الخاصة الثمينة، يتمسك بذكرى عزيزة، ويختزنها لكي تصبح ملاذًا آمنًا يلجأ إليه هربًا من آلام الوحدة والغربة، وهكذا كنت، اختزنت ذكرى الحب الأول النقي، الذي تغذى على نظرة وابتسامة على وجه مألوف ومحبوب من الوطن، وفي الغربة أصبح الوجه رمزًا لكل شيء جميل وعزيز، وليس غريبًا أن تبحثي عن صاحبه، وأن تتواصلا، ويظن كل منكما أنه يصل ما انقطع منذ عشر سنوات. لقد وصل الشاب إلى نقطة اللقاء مع الواقع قبل أن تصلي إليها أنت، فما قاله لك صادق ونزيه، الكلام في الهاتف واجترار الذكريات لا ينفي أن في مثل علاقتك به ثغرات لا يملؤها حسن النيات، في العلاقات الرومانسية يكون سقف التوقعات شديد العلو، بحيث إن هبة ريح في دنيا الواقع يمكن أن تهدم البناء كله، فقد اختلفت تجربتك عن تجربته حقًّا، وأصبح كل منكما يعيش في مكان آخر، بأحلام أخرى، وظروف أخرى مادية ومعنوية، بحيث يكون اللقاء وبناء حياة مشتركة مجازفة غير محسوبة العواقب. مشاعرك نحوه هي مشاعر بكر وصادقة، ولكنها مشاعر مراهقة، في الحياة الطبيعية تتراجع هذه المشاعر لتفسح الطريق لمشاعر أكثر نضجًا حين تتعرف الفتاة على ذاتها واحتياجاتها النفسية، ولكنك أنت وقفت عند محطة النظرات والابتسامات دون أن تسمحي لقلبك أن يمشي خطوة واحدة في طريق النضج.رغم انفعالي بقصتك لم أجد في الرسالة ما يدل على إمكان لقائك بالشاب على أرض الواقع، هل عنده إمكانية قطع المسافة إلى حيثُ تقيمين؟ هل هو في حالة تسمح له بالزواج والاستقرار؟ لو طلب منك أن تعيشي معه حيثُ يقيم هل يرضى أهلك باغتراب جديد؟ الاعتبارات العملية غائبة من رسالتك، والانقطاع عن الاتصال به لكي تحتمي بالحلم هو سلوك طفولي لا يليق، فكِّري فيما قاله لك لأن ما قاله صدر عن تفكير ناضج، ولا تعتبري الصداقة والمعزة بديلاً فقيرًا للحب، التجربة التي عشـــتماها أصبحت جزءًا من تجاربكما، ومكانها الطبيعي هو خزانة الذكريات، ولو سمحت لمشاعرك أن تتدفق بالفطرة فسوف تلتقين بشخص يُرضي قلبك وعقلك، ولا تعوقه اعتبارات التاريخ والجغرافيا، أتمنى أن تفكري فيما أقوله لك بعقل مفتوح.
لغة الحب
سيدتي..
أنا سيدة متزوجة، أعاني من مشكلة زوجية، تزوجت بعد حب دام ست سنوات، وبعد الزواج، شعرت بأن الحب تراجع، فقد قلَّ اهتمام زوجي بي بشكل ملحوظ، مع أنني لم أتغير، ولم تتغير معاملتي معه نهائيًا، ومع أنني أحرص على الوفاء بواجباته على أكمل وجه، ومع ذلك فإن اهتمامه بي لا يظهر، إلا حين يطلب ممارسة العلاقة الزوجية، وبعد أن أنجبنا طفلنا الأول، أصبح اهتمامه الأكبر بالطفل، لا بي، حين نجلس معًا لمشاهدة التليفزيون، نادرًا ما يكلمني أو يناقشني في أي أمر، ومهما حاولت توفير جو رومانسي، يحلم به كل الرجال، فإن زوجي لا يكترث، في المناسبات أشتري له الهدايا، ولكنه يعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا، المشكلة أنه يظل زوجًا طيبًا، لا يرفض لي طلبًا، ولكن قلة اهتمامه بالأمور التي ذكرت، تُشعرني بالتعاسة، أرجو تقديم الحلول الممكنة.
الحائرة مزنة
عزيزتي..
العلاقات تتطور وتنضج بعد الزواج، الحب لهفة ورغبة في الوصال، ولكن الزواج أكثر هدوءًا، وتختلف رموز الترابط في الزواج عن رموز الترابط في الحب، واهتمام زوجك بالطفل، دليل على استقراره معك، لأنك أنت أم الطفل، أي أنك أنت الأصل، والطفل هو صورة وثمرة للحب والعلاقة بينكما، اهتمامه بك حين يطلبك للفراش دليل على الحب أيضًا، وربما يمكنك توسيع دائرة تعبيرك عن حبك له، بأن تطلبيه أنت للفراش أحيانًا، لكي يشعر بأنه مطلوب ومرغوب فيه، لا تتصوري أنه لا يُقدِّر الجو الذي توفرينه في البيت، أو الهدايا التي تقدمينها له، فلاشك أنها تترسب في أعماقه، كجزء من إحساسه بك كزوجة، كل إنسان يعبِّر عن مشاعره بأسلوبه الخاص، ولا يمكن أن تفرضي عليه أن يعبر عن نفسه بأسلوبك أنت.
الرجل يلتصق بزوجته، لأنه يجد في قربها راحة ومتعة، وفي المقابل، يمنحها الثقة بأنه مخلص وودود، وهذا ما تقولينه في رسالتك، من أنه زوج طيب، ولا يرفض لك طلبًا.
تذكري يا عزيزتي أن الله سبحانه وتعالى قال إنه جعل بين الأزواج مودة ورحمة، ولم يقل حبًا مشتعلاً، المودة هي العطاء والاطمئنان إلى وجود الآخر، وفهم نقاط ضعفه واحتياجاته، وعدم توظيفها كأدوات للضغط أو للإذلال، تأكدي أن كل رسالة حب منك تصل إليه، وأنه يرد عليها، ولكن بأسلوبه الخاص.
ردود خاصة
إلى م.ع:
انتظري شهراً فهي المهلة المناسبة.
كلمة إلى..... إلى حافظ س من القاهرة:
إنه اختيارك والتراجع عن الأمر ليس من شيم الرجل.
عندك مشكلة عاطفية أو عائلية؟..
للمشاركة راسلوا فوزية على [email protected]